You are currently viewing برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية.. آفاق وطموحات

برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية.. آفاق وطموحات

ثلاثة وعشرون عاماً مرت منذ إطلاق صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء برنامج سموه للمنح الدراسية العالمية لتوجيه الشباب البحريني إلى متطلبات القرن الحادي والعشرين، وقد كانت هذه الانطلاقة عام 1999م. وخلال هذه السنوات تخرج عشرات من الشباب البحرينيين الذين استفادوا من هذا البرنامج فأسهم في بناء شخصيتهم ليكونوا قادة قادرين على العطاء لخدمة هذا الوطن، ونلمس أثر هذا التدريب في كفاءة هؤلاء الشباب في عملهم بعد التخرج سواء كانوا يعملون في القطاع العام أو القطاع الخاص.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين صفوة الشباب البحريني المتميز من الجنسين في تلقي العلوم في أرقى الجامعات العالمية والمساهمة بفاعلية في بناء الوطن ودعم مسيرة التقدم والازدهار. ويتم اختيار الطلبة عن طريق خوضهم منافسة وتصفيات لاختيار نخبة من الطلبة المتفوقين من المدارس الحكومية والخاصة من كلا الجنسين، ويخضع هؤلاء الطلبة لبرنامج تدريبي نوعي على أيدي مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال القيادة، وفي مجال اللغة الإنجليزية، والعلوم، ويتم تقييم الطلبة من خلال خضوعهم لامتحانات دولية مثل امتحانات «IELTS» في اللغة الإنجليزية، وامتحانات «sat» في الرياضيات واللغة الإنجليزية وامتحانات «cmi» في القيادة، وفي نهاية البرنامج يتم تقييم الطلبة استناداً إلى إجمالي نتائج هذه الامتحانات، وإلى حصيلة تقييم المدربين للطلبة. وينتهي هذا البرنامج بمنح عدد من الطلبة بعثات دراسية للدراسة بإحدى الجامعات العالمية.

والواقع أن قيمة البرنامج لا تكمن في حصول عدد من الطلبة على بعثات دراسية فقط، إنما تكمن في كفاءة مخرجات البرنامج التدريبي الذي يخضع له هؤلاء الطلبة، إذ يسهم هذا البرامج التدريبي بشكل واضح في رفع قدرات ومهارات الطلبة القيادية، وإعادة صياغة شخصيتهم، إذ يتضح نمو قدرة الطالب على التواصل مع الآخرين وتقديم العروض، والقدرة على النقاش والإقناع، ناهيك عن تنمية قدرته على أهم المجالات الإدارية كمجال إدارة الموارد البشرية، وفي مجال الإدارة المالية. ويلاحظ المربي سواء كان المعلم أو ولي الأمر نمو شخصية الطالب واستفادته بشكل ملحوظ؛ فالاستفادة من هذه البرامج التدريبية واضحة، وكم نتمنى ألا يضيع أثر هذا التدريب بعد نهاية البرنامج التدريبي، ويستمر أثره على نمو شخصية الطالب، وخاصة بالنسبة للطلبة الذين لم يحصلوا على بعثات دراسية، فنتمنى مواصلة الاهتمام بباقي الطلبة الذين خضعوا لهذا البرنامج التدريبي واستفادوا منه بشكل كبير عن طريق مواصلة تدريبهم خلال فترة دراستهم الجامعية، ليكونوا عناصر مشاركة في عملية التنمية بفاعلية، كما نتمنى أن يستفاد من درجات تقييم الطلبة في هذا البرنامج في ترشيحاتهم للحصول على بعثات دراسية سواء داخل البحرين أو خارجها، ولتكون لهم الأولوية في الحصول على هذه البعثات. وختاماً نتمنى لأبنائنا الطلبة جميعاً التوفيق.. ودمتم أبناء قومي سالمين.

المصدر